[i]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وضع الاسلام ميزانا قسطا يحفظ للعلاقات بين الناس توازنها،أمنا لضمان استمرار الحب ودوام الألفة، وكذلك ليصون النفس من صدمات تقلب أحوال المسرفين في مشاعرهم، لذا وجه المرء إلى الاعتدال في المعاملة والتوسط في المعاشرة والالتزام بالشرع في المخالطة، وقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لأحد أصحابه :لايكن حبك كلفا ولا بغضك تلفا، والكلف هو شدة التعلق بالشيء والتلف هو الاهمال، فعلى المرء أن يعتدل في حبه وبغضه وأن يقتصد في مديحه لغيره كما أرشد إلى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف حين قال : ((أحبب حبيبك هونا ما، عسى أن يكون بغيضك يوما ما، وأبغض بغيضك هونا ما، عسى أن يكون حبيبك يوما ما))رواه الترمذي في سننه وصححه الالباني
من هنا ننبه إلى أنه ينبغي ألا يفرط الرجل في محبة أخيه، ولا يتجاوز في عداوة عدوه، فإنه لا يدري متى تنتقل صداقة الصديق عداوة، ولا متى تنتقل عداوة العدو صداقة.
ويقول ابن القيم : من أحب شيئا سوى الله عز وجل فالضرر حاصل له بمحبوبه:إن وجد وإن فقد،فإنه إن فقده عذب بفواته وتألم على قدر تعلق قلبه ، وإن وجده كان مايحصل له من الألم قبل حصوله ،ومن النكد في حال حصوله،ومن الحسرة عليه بعد فوته: أضعاف أضعاف مافي حصوله له من اللذة:
فما في الأرض أشقى من محب
وإن وجد الهوى حلو المذاق
تراه باكيا في كل حال
مخافة فرقة،أولاشتياق
فيبكي إن نأوا،شوقا إليهم
ويبكي إن دنوا،حذر الفراق
فتسخن عينه عند التلاقي
وتسخن عينه عند الفراق .
أتمنى أن يعجبكم اختياري للموضوع وأن تعم الفائدة المرجوة للجميع..دمتم سالمين
منقول : جريدة الشرق القطرية - للكاتب (أحمد المحمدي)
[/i]