flamarzi

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

+3
دلوعة أبوهــا
فلامرزي حبوب
sniper_m
7 مشترك

    قصة سورة النازعات

    sniper_m
    sniper_m


    عدد المساهمات : 633
    نقاط : 6169
    تاريخ التسجيل : 30/11/2009

    قصة سورة النازعات Empty قصة سورة النازعات

    مُساهمة من طرف sniper_m 21/12/2009, 9:26 pm

    سورة النازعات


    الرد على منكري البعث
    تهديد كفار قريش بما حل بقوم موسى عليه السلام
    إثبات البعث بخلق السموات والأرض والجبال
    الحشر وما يتبعه من جحيم أو نعيم
    بَين يَدَيْ السُّورَة
    * سورة النازعات مكية، شأنها شأن سائر السور المكية، التي تُعنى بأصول العقيدة "الوحدانية، الرسالة، البعث والجزاء" ومحورُ السورة يدور حول القيامة وأحوالها، والساعة وأهوالها، وعن مآل المتقين، ومآل المجرمين.


    * ابتدأت السورة الكريمة بالقسم بالملائكة الأبرار، التي تنزع أرواح المؤمنين بلطفٍ ولين، وتنزع أرواح المجرمين بشدة وغلظة، والتي تدبر شؤون الخلائق بأمر الله جل وعلا {والنازعات غرقاً * والناشِطات نشطاً * والسابحات سبحاً * فالسابقات سبقاً * فالمدبرات أمراً} الآيات.

    * ثم تحدثت عن المشركين، المنكرين للبعث والنشور، فصورت حالتهم في ذلك اليوم الفظيع {قلوبٌ يومئذٍ واجفة * أبصارها خاشعة * يقولون أئنا لمردودون في الحافرة * أئذا كنا عظاماً نخرة؟} الآيات.

    * ثم تناولت السورة "قصّة فرعون" الطاغية، الذي ادعى الربوبية وتمادى في الجبروت والطغيان، فقصمه الله وأهلكه بالغرق هو وقومه الأقباط {هل أتاك حديث موسى * إِذ ناداه ربُّه بالواد المقدَّس طوى * اذهب إِلى فرعونَ إِنه طغى * فقل هلْ لكَ إِلى أن تزكى ..} الآيات.

    * وتحدثت السورة عن طغيان أهل مكة وتمردهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكَّرتهم بأنهم أضعف من كثير من مخلوقات الله {أأنتم أشدُّ خلقاً أم السماءُ بناها * رفع سمكها فسوَّاها * وأغطش ليلها وأخرج ضحاها} الآيات.

    * وختمت السورة الكريمة ببيان وقت الساعة الذي استبعده المشركون وأنكروه وكذبوا بحدوثه {يسألونك عن الساعة أيَّان مرساها * فيم أنت من ذكراها * إِلى ربك منتهاها * إِنما أنت منذر من يخشاها * كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إِلا عشيةً أو ضحاها}.

    الرد على منكري البعث



    {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا(1)وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا(2)وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا(3)فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا(4)فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا(5)يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ(6)تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ(7)قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ(Coolأَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ(9)يَقُولُونَ أَءِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ(10)أَءِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً(11)قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ(12)فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ(13)فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ(14)}

    سبب النزول:

    نزول الآية (10، 12):

    أخرج سعيد بن منصور عن محمد بن كعب قال: لما نزل قوله: {أئنا لمردودون في الحافرة}؟ قال كفار قريش: لئن حيينا بعد الموت لنخسرن، فنزلت: {قالوا: تلك إذاً كرة خاسرة}.



    {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا} أي أقسمُ بالملائكة التي تنزع أرواح الكفار نزعاً بالغاً أقصى الغاية في الشدة والعسر {وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا} أي وأُقسمُ بالملائكة التي تنزع أرواح المؤمنين بسهولةٍ ويسر، وتسلُّها سَلاًّ رفيقاً، قال ابن مسعود: إِن ملكَ الموت وأعوانه ينزعون روح الكافر كما ينزع السَّفود - سيخ الحديد - الكثير الشُعب من الصوف المبتلّ، فتخرج نفس الكافر كالغريق في الماء، وينزع روح المؤمن برفق ولين، ويقبضها كما ينشط العِقال من يد البعير، قال ابن كثير: أقسم سبحانه بالملائكة حين تنزع أرواح بني آدم، فمنهم من تأخذ روحه بعسر فتغرق في نزعها، ومنهم من تأخذ روحه بسهولة وكأنهما حلَّته من نشاط {وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا} أي وأقسم بالملائكة التي تنزل بأمر الله ووحيه من السماء كالذي يسبح في الماء، مسرعين لتنفيذ أمر الله {فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا} أي الملائكة التي تسبق بأرواح المؤمنين إلى الجنة {فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا} أي الملائكة تدبّر شؤون الكون بأمره تعالى، في الرياح، والأمطار، والأرزاق، والأعمار، وغير ذلك من شؤون الدنيا، أقسم سبحانه بهذه الأصناف الخمسة على أن القيامة حق، وجواب القسم محذوف تقديره: لتبعثنَّ ولتحاسبنَّ، وقد دل عليه قوله {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ * تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ} أي يوم ينفخ في الصُّور النفخة الأولى التي يرتجف ويتزلزل لها كل شيء، تتبعها النفخة الثانية وهي نفخة القيامة من القبور، قال ابن عباس: الراجفة والرادفة هما النفختان الأولى والثانية، أما الأولى فتميت كل شيء بإذن الله تعالى، وأما الثانية فتحيي كل شيء بإذن الله تعالى .. ثم ذكر تعالى حالة المكذبين وما يلقونه من الشدائد والأهوال فقال {قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ} أي قلوب الكفار في ذلك اليوم خائفة وجلة مضطربة {أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ} أي أبصار أصحابها ذليلة حقيرة مما عاينت من الأهوال {يَقُولُونَ أَءِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ} أي يقولون في الدنيا استهزاءً واستبعاداً للبعث: أنُرَدُّ بعد الموت فنصير أحياء بعد فنائنا ونرجع كما كنا أول مرة؟ قال القرطبي: إذا قيل لهم؟ إِنكم تبعثون قالوا منكرين متعجبين: أنردُّ بعد موتنا إِلى أول الأمر، فنعود أحياء كما كنا قبل الموت؟ والعرب تقول: رجع فلان في حافرته أي رجع من حيث جاء {أَءذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً} أي هل إِذا صرنا عظاماً بالية متفتتة سنرد ونبعث من جديد؟ {قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ} أي إِن كان البعث حقاً، وبعثنا بعد موتنا فسوف نكون من الخاسرين لأننا من أهل النار، قال تعالى {فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ} أي فإِنما هي صيحة واحدة، يُنفخ فيها في الصور للقيام من القبور {فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ} أي فإِذا الخلائق جميعاً على وجه الأرض بعدما كانوا في بطنها.

    تهديد كفار قريش بما حل بقوم موسى عليه السلام

    {هَلْ أتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى(15)إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِي الْمُقَدَّسِ طُوًى(16)اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى(17)فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى(18)وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى(19)فَأَرَاهُ الآيَةَ الْكُبْرَى(20)فَكَذَّبَ وَعَصَى(21)ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى(22)فَحَشَرَ فَنَادَى(23)فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى(24)فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الآخِرَةِ وَالأُولَى(25)إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى(26)}



    ثم ذكر تعالى قصة موسى مع فرعون تسليةً لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتحذيراً لقومه أن يحل بهم ما حلَّ بالطغاة المكذبين من قوم فرعون فقال {هَلْ أتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى} أسلوب تشويق وترغيب لسماع القصة أي هل جاءك يا محمد خبر موسى الكليم؟ {إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِي الْمُقَدَّسِ طُوًى} أي حين ناجاه ربه بالوادي المطهَّر المبارك المسمَّى {طُوًى} في أسفل جبل طور سيناء، قائلاً له {اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى} أي اذهب إِلى فرعون الطاغية الجبار، الذي جاوز الحدَّ في الظلم والطغيان {فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى}؟ أي هل لك رغبةٌ وميلٌ إِلى أن تتطهر من الذنوب والآثام؟ {وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى} أي وأرشدك إِلى معرفة ربك وطاعته فتتقيه وتخشاه؟ قال الزمخشري: ذكر الخشية لأنها ملاك الأمر، من خشي الله أتى منه كل خير، وبدأ مخاطبته بالاستفهام الذي معناه العَرض كما يقول الرجل لضيفه: هل لك أن تنزل بنا؟ وأردفه الكلام الرفيق الرقيق ليستدعيه بالتلطف، ويستنزله بالمداراة عن عتوه كما في قوله تعالى {فقولا له قولاً ليناً} {فَأَرَاهُ الآيَةَ الْكُبْرَى} في الكلام محذوف أي فذهب موسى إِليه ودعاه وكلَّمه، فلما امتنع عن الإِيمان أراه المعجزة الكبرى، وهي قلب العصا حيةً تسعى، قال القرطبي: أراه العلامة العظمى وهي المعجزة، قال ابن عباس: هي العصا {فَكَذَّبَ وَعَصَى} أي فكذب فرعون نبيَّ الله موسى، وعصى أمر الله بعد ظهور تلك المعجزة الباهرة {ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى} أي ولّى مدبراً هارباً من الحية، يُسرع في مشيه من هول ما رأى {فَحَشَرَ فَنَادَى} أي فجمع السحرة والجنود والأتباع، ووقف خطيباً في الناس {فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى} أي فقال لهم بصوت عال: أنا ربكم المعبود العظيم الذي لا ربَّ فوقي {فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الآخِرَةِ وَالأُولَى} أي فأهلكه الله عقوبةً له على مقالته الأخيرة {أَنَا رَبُّكُمْ الأَعْلَى} والأولى وهي قوله {ما علمتُ لكم من إِله غيري} {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى} أي إِن فيما ذكر من قصة فرعون وطغيانه، وما حلَّ به من العذاب والنكال، لعظة واعتباراً لمن يخاف الله عز وجل ويخشى عقابه.

    إثبات البعث بخلق السماوات والأرض والجبال

    {ءأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا(27)رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا(28)وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا(29)وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا(30)أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءهَا وَمَرْعَاهَا(31)وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا(32)مَتَاعًا لَكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ(33)}



    ولما انتهى الحديث عن قصة الطاغية فرعون، رجع إِلى منكري البعث من كفار قريش فنبههم إِلى آثار قدرته، ومظاهر عظمته وجلاله فقال {ءَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ}؟ الاستفهام للتقريع والتوبيخ والمعنى هل أنتم يا معشر المشركين أشقُّ وأصعب خلقاً أم خلق السماء العظيمة البديعة؟ فإِن من رفع السماء على عظمها، هيِّن عليه خلقكم وإِحياؤكم بعد مماتكم، فكيف تنكرون البعث؟ قال الرازي: نبههم على أمرٍ يُعلم بالمشاهدة، وذلك لأن خلق الإِنسان على صغره وضعفه، إِذا أضيف إِلى خلق السماء على عظمها وعظم أحوالها يسير، وإِذا كان كذلك فإِعادتهم سهلة فكيف ينكرون ذلك؟ كقوله تعالى {لخلق السماوات والأرضِ أكبرُ من خلق الناس} {بَنَاهَا} أي رفعها عاليةً فوقكم محكمة البناء، بلا عمد ولا أوتاد، ثم زاد في التوضيح والبيان فقال {رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا} أي رفع جرمها وأعلى سقفها فوقكمفجعلها مستويةً لا تفاوت فيها ولا شقوق ولا فطور، قال ابن كثير: أي جعلها عالية البناء، بعيدة الفناء، مستوية الأرجاء، مكلَّلة بالكواكب في الليلة الظلماء {وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا} أي جعل ليلها مظلماً حالكاً، ونهارها مشرقاً مضيئاً، قال ابن عباس: أظلم ليلها وأنار نهارها {وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا} أي والأرض بعد خلق السماء بسطها ومهَّدها لسكنى أهلها {أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءهَا وَمَرْعَاهَا} أي أخرج من الأرض عيون الماء المتفجرة، وأجرى فيها الأنهار، وأنبت فيها الكلأ والمرعى مما يأكله الناس والأنعام {وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا} أي والجبال أثبتها في الأرض، وجعلها كالأوتاد لتستقر وتسكن بأهلها {مَتَاعًا لَكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ} أي فعل ذلك كله، فأنبع العيون، وأجرى الأنهار، وأنبت الزروع والأشجار، كل ذلك منفعةً للعباد وتحقيقاً لمصالحهم ومصالح أنعامهم ومواشيهم، قال الرازي: أراد بمرعاها ما يأكله الناسُ والأنعام، بدليل قوله {مَتَاعًا لَكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ} وانظر كيف دلَّ بقوله: {أخرج منها ماءها ومرعاها} على جميع ما أخرجه من الأرض قوتاً ومتاعاً للأنام والأنعام من الشعب، والشجر، والحب، والثمر، والعصف، والحطب، واللباس والدواء، حتى الملح والنار، فالملح متولد من الماء، والنارُ من الأشجار.

    الحشر وما يتبعه من جحيم أو نعيم

    {فَإِذَا جَاءتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى(34)يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الإِنسَانُ مَا سَعَى(35)وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى(36)فَأَمَّا مَنْ طَغَى(37)وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا(38)فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى(39)وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى(40)فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى(41)يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا(42)فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا(43)إِلَى رَبِّكَ مُنتَهَاهَا(44)إِنَّمَا أَنْتَ مُنذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا(45)كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا(46)}



    سبب النزول:

    نزول الآية (42):

    {يسألونك عن الساعة ..}: أخرج الحاكم وابن جرير عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسْأَلُ عن الساعة، حتى أنزل عليه: {يسألونك عن الساعة أيان مرساها فيم أنت من ذكراها إلى ربك منتهاها}.

    ولما ذكر تعالى خلق السماوات والأرض، وما أبدع فيهما من عجائب الخلق والتكوين، ليقيم الدليل على إِمكان الحشر عقلاً، أخبر بعد ذلك عن وقوعه فعلاً فقال {فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى} أي فإِذا جاءت القيامة وهي الداهية العظمى، التي تعمُّ بأهوالها كل شيء، وتعلو على سائر الدواهي، قال ابن عباس: هي القيامة سميت بذلك لأنها تطم على كل أمرٍ هائل مفظع {يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الإِنسَانُ مَا سَعَى} أي في ذلك اليوم يتذكر الإِنسان ما عمله من خير أو شر، ويراه مدوَّناً في صحيفة أعماله {وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى} أي أظهرت جهنم للناظرين فرآها الناسُ عياناً، باديةً لكل ذي بصر .. وبعد أن وصف حال القيامة وأهوالها، ذكر انقسام الناس إِلى فريقين: أشقياء وسعداء فقال {فَأَمَّا مَنْ طَغَى} أي جاوز الحدَّ في الكفر والعصيان {وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} أي فضَّل الحياة الفانية على الآخرة الباقية، وانهمك في شهوات الحياة المحرَّمة، ولم يستعد لآخرته بالعمل الصالح {فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى} أي فإِنَّ جهنم المتأججة هي منزله ومأواه، لا منزل له سواها {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ} أي وأمَّا من خاف عظمة ربه وجلاله، وخاف مقامه بين يديْ ربه يوم الحساب، لعلمه ويقينه بالمبدأ والمعاد {وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى} أي وزجر نفسه عن المعاصي والمحارم، وكفَّها عن الشهوات التي تودي بها إِلى المعاطب {فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} أي فإِن منزله ومصيره هي الجنة دار النعيم، ليس له منزل غيرها .. ثم ذكر تعالى موقف المكذبين بالقيامة، المستهزئين بأخبار الساعة فقال {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا} أي يسألك يا محمد هؤلاء المشركون عن القيامة متى وقوعها وقيامُها؟ قال المفسرون: كان المشركون يسمعون أنباء القيامة، ووصفها بالأوصاف الهائلة مثل "طامة، وصاخة، وقارعة" فيقولون على سبيل الاستهزاء: متى يوجدها الله ويقيمها، ومتى تحدث وتقع؟ فنزلت الآية {فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا * إِلَى رَبِّكَ مُنتَهَاهَا} أي ليس علمها إِليك حتى تذكرها لهم، لأنها من الغيوب التي استأثر الله عز وجل بها، فهو الذي يعلم وقتها على التعيين، لا يعلمه أحد سواه {إِنَّمَا أَنْتَ مُنذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا} أي ما واجبك يا محمد إِلا إِنذار من يخاف القيامة، لا الإِعلام بوقتها، وخصَّ الإِنذار بمن يخشى، لأنه هو الذي ينتفع بذلك الإِنذار {إِلَى رَبِّكَ مُنتَهَاهَا} أي كأن هؤلاء الكفار يوم يشاهدون القيامة وما فيها من الأهوال {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا} لم يلبثوا في الدنيا إِلا ساعة من نهار، بمقدار عشيةٍ أو ضحاها، قال ابن كثير: يستقصرون مدى الحياة الدنيا، حتى كأنه عندهم عشية يوم، أو ضحى يوم .. ختم تعالى السورة الكريمة، بما أقسم عليه في أولها من إِثبات "الحشر، والبعث" فكان ذلك كالدليل والبرهان على مجيء القيامة والساعة، وليتناسق البدء مع الختام.
    فلامرزي حبوب
    فلامرزي حبوب


    عدد المساهمات : 1500
    نقاط : 7047
    تاريخ التسجيل : 16/10/2009
    الموقع : عدنا والعود احمدُ

    قصة سورة النازعات Empty رد: قصة سورة النازعات

    مُساهمة من طرف فلامرزي حبوب 22/12/2009, 1:21 am

    جزاك الله خيير ويالله لا يحرمك الاجر ان شاء الله
    ولا هنت ع المواااضيع الاسلاامية الراااقية
    ولا هنت وان شاء الله الى الاحسن والتقدم
    دلوعة أبوهــا
    دلوعة أبوهــا


    عدد المساهمات : 240
    نقاط : 5524
    تاريخ التسجيل : 20/12/2009
    العمر : 39
    الموقع : أقسم بربي أنا ما { ماعاد فيني } للكلام .... لو يجي أي أحد يناظر في عيوني راح { يصييح }

    قصة سورة النازعات Empty رد: قصة سورة النازعات

    مُساهمة من طرف دلوعة أبوهــا 22/12/2009, 12:49 pm


    بوركت اخي على نقلك البناء والطرح المتميز ...

    الله لا يحرمنا جديدك وابداعك ..
    فلامرزي مجروح
    فلامرزي مجروح


    عدد المساهمات : 142
    نقاط : 5449
    تاريخ التسجيل : 17/10/2009
    الموقع : انا المجروح وتعثرت ممشاي وعلى عناد اللي يكرهوني اكااااابر

    قصة سورة النازعات Empty رد: قصة سورة النازعات

    مُساهمة من طرف فلامرزي مجروح 24/12/2009, 2:20 pm

    بارك الله فيك ع النقل الطيب

    وان شاء الله الى الاحسن

    وتقبل مرووري
    صاحبة السمو
    صاحبة السمو


    عدد المساهمات : 1591
    نقاط : 7067
    تاريخ التسجيل : 16/12/2009
    العمر : 34
    الموقع : حسافه يوم قلبي منه الطيب مخلوق...ليته على بعض المخاليق قاسي

    قصة سورة النازعات Empty رد: قصة سورة النازعات

    مُساهمة من طرف صاحبة السمو 25/12/2009, 8:24 pm

    قصة سورة النازعات Get-8-2009-souqaldoha.com_5yxc2qzq
    sniper_m
    sniper_m


    عدد المساهمات : 633
    نقاط : 6169
    تاريخ التسجيل : 30/11/2009

    قصة سورة النازعات Empty رد: قصة سورة النازعات

    مُساهمة من طرف sniper_m 25/12/2009, 8:43 pm

    تسلمون على اللردردردردوووووووووووود
    sniper_m
    sniper_m


    عدد المساهمات : 633
    نقاط : 6169
    تاريخ التسجيل : 30/11/2009

    قصة سورة النازعات Empty رد: قصة سورة النازعات

    مُساهمة من طرف sniper_m 25/12/2009, 8:45 pm

    شكرا على الردووود
    sniper_m
    sniper_m


    عدد المساهمات : 633
    نقاط : 6169
    تاريخ التسجيل : 30/11/2009

    قصة سورة النازعات Empty شكرا

    مُساهمة من طرف sniper_m 25/12/2009, 8:46 pm

    شكرا على الردووود
    محب الفلامرزية
    محب الفلامرزية


    عدد المساهمات : 1749
    نقاط : 7283
    تاريخ التسجيل : 30/10/2009
    العمر : 37
    الموقع : الحياة فرص .... فاغتنمها

    قصة سورة النازعات Empty رد: قصة سورة النازعات

    مُساهمة من طرف محب الفلامرزية 31/12/2009, 4:31 am

    تسلم على الطرح يا سنايبر
    حلم الامارات
    حلم الامارات


    عدد المساهمات : 194
    نقاط : 5496
    تاريخ التسجيل : 19/11/2009

    قصة سورة النازعات Empty رد: قصة سورة النازعات

    مُساهمة من طرف حلم الامارات 6/1/2010, 3:32 pm

    بارك الله فيك ...
    وجزاك الله الخير ..

      الوقت/التاريخ الآن هو 19/4/2024, 7:10 pm