السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً )
لأنها عماد الدين وقوامه وخير أعمال العباد, وأقبلوا على شهوات الدنيا وملاذها ورضوا
بالحياة الدنيا واطمأنوا بها, فهؤلاء سيلقون غياً, أي خساراً يوم القيامة,
والمراد بإضاعتها تركها-الحديث -العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة, فمن تركها فقد كفر-
إن الله يكثر ذكر الصلاة في القرآن -الذين هم عن صلاتهم ساهون- و-على صلاتهم
دائمون- على صلاتهم يحافظون-
لا يحافظ أحد على الصلوات الخمس فيكتب من الغافلين, وفي إفراطهن التهلكة,
هم في هذه الأمة يتراكبون تراكب الأنعام في الطرق, لا يخافون الله في السماء, ولا
يستحيون من الناس في الأرض
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم-يقرأ القرآن ثلاثة0 مؤمن, ومنافق وفاجر- وقال-
المؤمن مؤمن به, والمنافق كافر به. والفاجر يأكل به-
وقوله (فسوف يلقون غياً) واد في جهنم بعيد القعر, خبيث الطعم.من قيح ودم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم -لو أن صخرة زنة عشر أواق قذف بها من شفير
جهنم ما بلغت قعرها خمسين خريفاً, ثم تنتهي إلى غي وآثام وهما-بئران في أسفل جهنم
يسيل فيهما صديد أهل النار-
(إلا من تاب وآمن وعمل صالحاً) أي إلا من رجع عن ترك الصلوات واتباع الشهوات, فإن الله يقبل توبته ويحسن عاقبته ويجعله من ورثة جنة النعيم, ولهذا قال (فأولئك يدخلون
الجنة ولا يظلمون شيئاً)
وذلك لأن التوبة تجب ما قبلها ، وفي الحديث الآخر -التائب من الذنب كمن لا ذنب له -
ولهذا لا ينقص هؤلاء التائبون من أعمالهم التي عملوها شيئا ، ولا قوبلوا بما عملوه قبلها فينقص لهم مما عملوه بعدها
من كرم الكريم ، وحلم الحليم